00962 6 123456 جميع الأيام

الكرك محافظة تقع في جنوب الأردن، يحدها من الجنوب محافظة الطفيلة، ومن الشمال محافظة مأدبا، ومن الشمال الشرقي منطقة القطرانة، ومن الجنوب الشرقي سد السلطاني، ومن الغرب الأغوار الجنوبية. تُعد مدينة الكرك عاصمة المحافظة.

تتميز بالمرتفعات غربي الكرك، ومن هذه المرتفعات: مرتفعات مؤاب والتي يُطلق عليها «ذيبان» الآن. وفي الشرق يسودها المناخ الصحراوي.

من أهم معالمها التاريخية قلعة الكرك، التي يعود تاريخ إنشاؤها إلى عصر المؤابيين. أما إدارياً، تقسم الكرك إلى لواء «عي» ولواء «القصر» ولواء «المزار» ولواء «الأغوار» الجنوبية ولواء «القطرانة» ولواء «فقوع». ويمتاز لواء عي بأنه الأجمل من حيث المناظر الطبيعية والأشجار المزروعة هناك. ويمتاز لواء الأغوار بأنه منطقة زراعية. وفيها البحر الميت وهو أخفض بقعة في العالم.

التسمية

عرفت الكرك بأسماء عدة منها: قير مؤاب وقير حارسه وصخرة الصحراء وكرك موبا وقرحى وكراكا وكرخا وبتفسير معنى اسم كرك في اللغة الآرامية، تشير المراجع والمعاجم التاريخية إلى أن اسم كرك يعني القلعة أو المدينة المسورة أو المحصنة، وتشير بعض المصادر الأخرى إلى أن معنى كلمة كرك يعني شجرة الفلين وفق اللغة اللاتينية، أما في التوراة فقد ورد اسمها بلفظ كيرك.

التاريخ

يعود تاريخ هذه المدينة إلى العصر الحديدي نحو سنة 1200 قبل الميلاد، وتعاقب عليها المؤابيون والأشوريون[؟] والأنباط[؟] واليونان والرومان والبيزنطيون. وكان للمدينة تاريخاً حافلاً مع صلاح الدين الأيوبي الذي حارب الملك أرناط. وكانت أهمية الكرك في ذلك الحين أنها كانت تحمي القدس لما لموقعها الاستراتيجي من دور في الحيلولة دون اللقاء بين عرب الشام وعرب مصر ولكونها محطة مراقبة على طريق الحجاج. وكان ملكها أرناط محارباً شرساً مغامراً. وجّه صلاح الدين ثلاث حملات للكرك حتى تمكّن عام 1188 من احتلال القلعة الحصينة، وكان أرناط متحصناً فيها يخشى الخروج منها، لكنه لقي حتفه في معركة حطين ووقع أسيراً فضربه صلاح الدين بسيفه ولقي حتفه. وازدهرت الكرك في عهد الدولة الأيوبية أيما ازدهار، فتجددت أبواب القلعة وترممت أسوارها وأعيد بناء قراها واهتم بزراعة الأشجار والينابيع.

بقيت الكرك تنعم بالازدهار والطمأنينة على الرغم من الخلافات التي اشتدت بين السلاطين الأيوبيين وتعرض المنطقة لغزو المغول. احتل الظاهر بيبرس الكرك فاعتنى بها وحفر خنادق جديدة حول المدينة وقلعتها وعاشت الكرك مجدداً حياة هادئة إلى أن احتلها العثمانيون في عام 1516.[6] ونظراً لبعدها عن السلطة المركزية العثمانية تخاصمت قبائلها فيما بينها على التحكم والسيطرة. وعاشت الكرك إبان الحكم التركي فترة من التحكم البغيض.

ولعل أفضل ما كتب في الكرك جاء على لسان أبو الفداء المتوفى سنة 1331 م يصف مدينة الكرك: ” وتحت الكرك؛ وادٍ فيه حمام وبساتين كثيرة، وفواكهها مفضَّلة من المشمش والرمان والكمثرى وغير ذلك، وهو على أطراف الشام من جهة الحجاز، وبين الكرك والشوبك نحو ثلاثة مراحل”.